إن الرسول الأعظم لم يترك جانا من جوانب الحياة إلا وضع فيه لمسة حانية من لمساته المباركة.ينبغي أن نعلم أنه يوجد فرق بين شرب الماء بتسمية وشربه دون تسمية.يتأثر الجسم بما يأكل الإنسان وبما يشرب.إن ذكر الله أثناء الشرب يجعل بركة في ذلك الشرب, ويترك أثرا إيجابيا في الروح.هناك أداب أشار إليها الرسول الأعظم أثناء الشرب, كما أخبر أهل العصمة عليهم السلام.ينبغي للإنسان أن يقسم الشراب إلى ثلاثة أقسام, أي أن يشرب في ثلاثة أنفاس وفي كل مرة يقول " بسم الله " قبل الشرب, و " الحمد لله " بعد الشرب.في وسائل الشيعة :عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد .
وعنه ( عليه السلام ) ، قال : ثلاثة أنفاس أفضل من نفس. في مستدرك الوسائل للعلامة النوري :عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام): " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أمر أن يسمي الله الشارب إذا شرب، ويحمده إذا فرغ، يفعل ذلك كلما تنفس في الشرب، ابتدأ أو قطع ".
بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " تفقدت النبي (صلى الله عليه وآله) غير مرة، وهو إذا شرب تنفس ثلاثا، مع كل واحدة منها تسمية إذا شرب، وتحميد إذا انقطع، فسألته عن ذلك، فقال: يا علي، شكر الله تعالى بالحمد، وتسمية من الداء ".
الحسن الطبرسي في المكارم: في اخلاق النبي (صلى الله عليه وآله) في مشربه: فكان له في شربه، ثلاث تسميات وثلاث تحميدات.
وفي الوسائل :
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ما من شيء خلق الله صغير ولا كبير إلا وقد جعل الله له حدا إذا جوز به ذلك الحد فقد تعدى حدود الله فيه ـ إلى أن قال : ـ قلت : فما حد كوزك هذا ؟ قال : لا تشرب من موضع أذنه ، ولا من موضع كسره ، فإنّه مقعد الشيطان ، وإذا وضعته على فيك فاذكر اسم الله ، وإذا رفعته عن فيك فاحمد الله ، وتنفس فيه ثلاثة أنفاس فإن النفس الواحد يكره .
عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إن الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء ، فيوجب الله له بها الجنّة ، ثم قال : إنه ليأخذ الاناء فيضعه على فيه ويسمي ثم يشرب ، فينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله ، ثم يعود يشرب ، ثم ينحيه فيحمد الله ، ثم يعود فيشرب ، ثم ينحيه فيحمد الله ، فيوجب له عزّ وجلّ بها الجنة .
عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : إذا شرب أحدكم الماء فقال : بسم الله ، ثم قطعه ، فقال : الحمد لله ، ثم شرب ، فقال : بسم الله ، ثم قطعه ، فقال : الحمد لله ، ثم شرب ، فقال : بسم الله ، ثم قطعه ، فقال : الحمد لله ، سبح ذلك الماء له ما دام في بطنه إلى أن يخرج .
كما ورد استحباب قراءة هذا الدعاء :
وعن الصادق عليه السلام قال: أتى أبي جماعة فقالوا له: زعمت أن لكل شئ حدا ينتهي إليه ؟ فقال لهم أبي: نعم، قال: فدعا بماء ليشربوا، فقالوا: يا باجعفر هذا الكوز من الشئ هو ؟ قال: نعم، قالوا: فما حده ؟ قال: حده أن تشرب من شفته الوسطى، وتذكر الله عليه، وتنفس ثلاثا كلما تنفست حمدت الله، ولا تشرب من اذن الكوز فانه مشرب الشيطان، ثم قال " الحمد
لله الذي سقاني ماء عذبا ولم يجعله ملحا اجاجا بذنوبي " وبرواية مثله زيادة " الحمد لله الذي سقاني فأرواني، وأعطاني فأرضاني، وعافاني وكفاني اللهم اجعلني ممن تسقيه
في المعاد من حوض محمد صلى الله عليه وآله وتسعده بمرافقته برحمتك يا أرحم الراحمين.
وفي الوسائل :
عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا شرب الماء قال : الحمد لله الذي سقانا عذبا زلالا ، ولم يسقنا ملحا اجاجا ، ولم يؤاخذنا بذنوبنا .
كذلك يستحب تذكر الإمام الحسين عليه السلام ولعن قاتليه, ففي البحار , والكافي ووسائل الشيعة :
عن داود الرقي قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي: يا داود لعن الله قاتل الحسين عليه السلام وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه السلام و أهل بيته ولعن قاتله إلا كتب الله عزوجل له مائة ألف حسنة وحط عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة الف نسمة وحشره الله عزوجل يوم القيامة ثلج الفؤاد.كذلك رواه الشيخ الصدوق في ( الامالي ) , ورواه ابن قولويه في ( المزار ).وينبغي مسك إناء الشرب باليد اليمنى أثناء الشرب.