اصنع من جسدي قنبلة واجعل دمي وقودا يحرق الأعداء إني قادر أن أحمل على كتفي الموت للأعداء لا أخشى إلا الله، أفدي وطني بكل جوارحي، لك يا ديني كل حياتي ، أما أنت يا محتل فاعلم أن يومك قادم وأنك إلى زوال.
مراد محمد عبد الفتاح أبو العسل إنه صانع الحياة من الموت إنه الشهيد الذي حقق معارك رعب مع المحتل، ولد الشهيد البطل في مدينة طولكرم بتاريخ 30/1/1979م.
نشأ الشهيد البطل في ظل أسرة فلسطينية محافظة تربى أبناؤها على حب الإسلام وعلى الأخلاق الحميدة، أزقة وشوارع عنبتا تعرف هذا الفارس المقدام الذي كانت تربطه مع الناس علاقة طيبة لأدبه و حسن خلقه، درس في مدارس عنبتا حتى أنهى المرحلة الابتدائية وبعد ذلك ولحرصه على أهله ولصعوبة الحصول على لقمة العيش خرج الشهيد من المدرسة ليزاول العمل في عدة مجالات مختلفة كان يحمل منذ صغره بين جنباته حب الوطن.
صفاته
إن أهم ما يميز الشهيد هو طيبة قلبه التي كانت ظاهرة على وجهه النوراني الساطع بالبهجة فهو لم يكن إلا عبدا مخلصا وطائعاً لله، كان محافظا على صلاة المسجد يسعى دائما لأن يصلي كل فرض في المسجد، طيبة قلبه جعلته محبوبا من كل جيرانه وأهله، كان عطوفا رحيما بأهله كان يحب إخوانه خاصة أخته الصغيرة التي أوصى لها بوصيته أن تأخذ كل أمواله من بعده كان باراً بأهله محبا لوالدته، إن شجاعته التي تميز بها جعلته دوما مثالا يحتذى به لم يكن يخشى إلا الله كما تقول والدته، وهو كان دائما يسعى لأن يحقق أهدافه بنفسه، ذكي جداً مع أنه لم يكمل دراسته، وهذا ما سنراه عندما نتحدث عنه في طور عملية خداع المخابرات الإسرائيلية لأكثر من خمسة شهور متتالية.
مشواره الجهادي
حبه للوطن دفعه منذ الصغر لأن يكون دائما ناقما على المحتل فقد اعتقل مراد رحمه الله عند جيش الاحتلال أكثر من مرة على خلفية إلقاء الحجارة على جنود المحتلين وقطعان المستوطنين . ومع اندلاع الانتفاضة المباركة انتفاضة الأقصى كان الشهيد من ضمن الخلايا السرية العاملة في إطار سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وفي ضمن المهام التي كان يقوم بها الشهيد البطل هي عملية زرع عبوة ناسفة بالقرب من إحدى المستوطنات الجاثمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة 48، كانت مهمة الشهيد هي زرع العبوة ليتم تفجيرها عن بعد إلا انه تم اعتقاله وهو في إطار تنفيذ المهمة وتم اقتياده إلى مركز التحقيق هناك التقى مع ضابط المخابرات في المنطقة الذي عرض عليه الإفراج عنه مقابل الارتباط مع المخابرات وبسرعة كبيرة وافق رحمه الله على طلب المخابرات وعند الإفراج عنه وعودته محملا بمهمة إحضار معلومات عن المقاومين وخاصة الشهيد القائد معتصم حماد توجه مراد إلى قائده معتصم وأبلغه بالقصة وما حدث معه فوافق معتصم رحمه الله ورفع الأمر إلى قيادة السرايا في منطقته وهي بدورها أدارت عملية توجيه الاستشهادي البطل مراد أبو العسل بكيفية ونوعية المعلومات التي يتم نقلها للمخابرات حتى أن سرايا القدس أخذت تزرع عبوات ناسفة وتبلغ الاستشهادي البطل مراد عنها ليقوم هو بدوره بإرسالها إلى ضابط المخابرات وبالفعل تحضر قوات من الجيش إلى الموقع المحدد ، تقوم بتفجير العبوات ، هذه المعلومات الدقيقة من مراد إلى ضابط المخابرات الصهيوني جعلته يثق بمراد وهو لا يعلم أن هذه المعلومات ضمن خطة السرايا للنيل من ضباط المخابرات الذين ظنوا أن مراد سيكون عميلا لهم إلا أنه كان شوكة في حلوقهم.
الاستشهاد
كما هو حال الشرفاء الذين لبوا نداء الدين والوطن ودافعوا عن العقيدة وبعد عملية استخبارية دامت ما يقرب من ستة شهور خاضتها سرايا القدس ضد العدو ومخابراته من خلال إعطائهم معلومات ليثقوا بالاستشهادي مراد أبو العسل حانت ساعة الصفر واشتاق مراد للقاء الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وقال ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ بدأ التجهيز في سرايا القدس للعملية النوعية التي تعتبر من أكثر العمليات تعقيداً وصعوبة تم تجهيز الاستشهادي مراد أبو العسل بنصف كيلو من TNT وتم وضعها في ملابسه الداخلية حتى لا يتم كشف أمره ليقوم بتفجيرها في ضباط المخابرات وحسب الموعد المحدد للقاء بين الشهيد وضباط المخابرات تم اللقاء على حاجز الطيبة في منطقة المثلث وقبل ركوبه بالسيارة تم تفتيشه إلا أنه لم يتم العثور معه على شيء وعندما صعد السيارة وركب ضباط المخابرات معه بنفس السيارة وكانت سيارة أخرى تقف خلف سيارة المخابرات مباشرة وهي أيضاً تابعة لهم.
أعلن مراد بصوت القلب صوت السرايا المنتقمة أعلن الله أكبر وفجر جسده الطاهر في ضباط المخابرات فقتل اثنين من ضباط المخابرات الذين كانوا معه في السيارة وأصيب عدد آخر ممن كانوا في السيارة الأخرى وحسب شهود عيان فإن الجثث كانت ملقاة على الأرض ولشدة الصدمة لهذه العملية أعلنت إذاعة الاحتلال أنه لا يوجد قتلى ولكنها بعد أيام أعلنت أنه قتل ضابطان ممن أصيبوا بجروح خطرة بهذه العملية.
صعد الشهيد إلى العلا وهو يقول:
عهدا على الأيام أن لا تهزموا فالنصر يثبت حيث يرد به الدم