][لركن الثالث فى الحج وهو عبارة عن المشي بين الصفا والمروة، ذهابا وإيابا، بنية التعبد، وهو ركن فى الحج والعمرةلقوله تعالى:"ان الصفا والمروة من شعائرالله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم". وقوله صلى الله عليه وسلم :"اسعوا فان الله كتب عليكم السعى " .وله سنن وشروط وأداب كالاحرام والطواف ،يجب على الحاج معرفتها لكى يعيش الحج كما اراد الشارع ليعود بحج مبرور الذى قال عنه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :"الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة " .
والسعى يكون بعد الطواف (القدوم أو الافاضه) ،وفي هذا المكان –بين الصفا والمروة- ترك سيدنا إبراهيم زوجه هاجر رضي الله عنها وولده الطفل الوحيد إسماعيل عليهما السلام،في أرض صحراء قحطاء لازرع فيها ولا ماء، فقالت هاجر رضي الله عنها
أفي هذا المكان تتركنا يا إبراهيم..؟!!) فلم يستطع عليه السلام الرد عليها..!!
وهو نبي الله ومرسل من عند الله ليهدي قومه إلى طرق الخير والرحمة ،فأعادت السؤال مرة ثانية : (أفي هذا المكان تتركنا يا إبراهيم؟!) وكأنها تستغرب عليه أن يكون هذا صنيعه وهو نبي مرسل من عند الله وزوج رحيم بولده ،عطوف على زوجته وصاحب الحنفية السمحاء ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " عليه أفضل الصلاة والسلام ،وفي المرة الثالثة قالت هاجر رضي الله عنها: (أألله أمرك بهذا؟) فقال:نعم ..
فأدركت هاجر رضي الله عنها بأنه أمر إلهي فقالت على الفور: إذن لن يضيعنا الله عزوجل ، بلغة الإنسان الموقن المتوكل على الله المحتسب أمره عند الله عز وجل .
فلما بكى طفلها الرضيع إسماعيل عليه السلام وقد جفّ ضرعها ولا يوجد عندها ما يسكت جوع هذا الطفل الرضيع في أرض لا زرع فيها ولا ماء فلم تيأس ولم تفقد الأمل في الله فأخذت تسعى بين الصفا والمروة وتصعد تارة هنا وتارة هناك علها تجد زرعا أو ماءً أو من يلبي حاجتها وفي الشوط السابع رأت الماء يتدفق من تحت قدمي طفلها الرضيع إسماعيل عليه السلام وقد جاء ملك ليضرب الأرض بجناحه فتنفجر الأرض بينبوع زمزم ليبقى إلى يومنا هذا يشرب منه الحاج والمعتمر وكل عابر سبيل وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:"زمزم لما شرب له" لنتعلم كيف يكون اليقين في الله وعلى الله وأنه لابد من الجد والاجتهاد ولكن الأمور كلها على الله عزوجل ثم أن الفرج والبركة تخرج من تحت أقدام هذا الطفل الضعيف لنتعلم بأن النصر قد يأتي على أيدي القلة القليلة المستضعفة التي يستهين بها كثير من الناس وينسون قول الحق سبحانه وتعالى : "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " ويجب أن يكون عندنا يقين بأن الرازق هو الله والمحي المميت هو الله الذي يقول للشئ كن فيكون هو الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير وتذكر حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :"احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه