[الطواف
الركن الثاني في الحج وهو عبارة عن الدوران حول البيت سبعة أشواط ، وله سنن وآداب يستحب للحاج القيام بها ، والطواف يحتاج إلى نية وطهارة من الحنث والحدث وستر للعورة ،واستحضار للقلب وشعور بعظمة الله عزوجل وهو كالصلاة كما قال الحبيب -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-:"الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا إنكم تتكلمون فيه ،فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير".
ويبدأ الطواف بتقبيل الحجر أو لمسه أو الإشارة إليه عند تعذر اللمس لفعل الحبيب محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ذلك وكان يقول:"بسم الله ،والله أكبر ، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-" عند بدء الشوط.
ويكون الحجر على يسار الحاج ويبدأ الشوط من اليسار إلى اليمين على غير ما اعتاد المسلم من التيامن في الأمور كلها ،إلا في هذا المكان !!
يبدأ الحاج من اليسار إلى اليمين ،في مكان ينسى فيه الإنسان كل شئ إلا ذكر الله سبحانه وتعالى ،والدعاء أثناء الطواف بما يفتح الله عليك وخاصة عند الملتزم لأنه في هذا المكان يستجاب الدعاء ،وأثناء الطواف حول الكعبة تشارك الملائكة الذين يدخلون البيت المعمور فوق الكعبة مباشرة كل يوم (سبعون ألف ملك يدخلون من باب لا يعودون منه )وهناك ملائكة قائمة وراكعة وساجدة وجالسة فيرفع الساجد منهم رأسه يوم القيامة فيقول :سبحانك يا رب ما عبدناك حق عبادتك!!
وأثناء الطواف تذكر بأن الكواكب تدور حول الشموس في السماء من اليسار إلى اليمين وكأنه انسجام روحي مع كل الخلائق العابدة الطاهرة التي تعبد الله ولا تعصاه ، وكأنك واحد من هذه الخلائق التي لا تعرف إلا العبادة والتقرب من الله سبحانه وتعالى.
ولا تنس وأنت تقبل أو تلامس الحجر إن أمكن ،أن تتذكر قول الفاروق عمر -رضي الله عنه- عندما قبّله فقال له مخاطباً: أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أن الحبيب محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قبّلك ماقبّلتك.
ثم بكى ،فعلى نشيجه فالتفت خلفه فرأى علي بن أبي طالب –كرّم الله وجهه- فقال:هنا تسكب العبرات وتستجاب الدعوات يا أبا الحسن. فرد عليه قائلاً:بل ياأمير المؤمنين إنه ينفع ويضر ،فقال عمر –رضي الله عنه- :كيف يا أبا الحسن؟ ،فقال: إن الله تعالى لما أخذ الميثاق على الذرية كتب عليهم كتاب ثم ألقمه هذا الحجر فهو يشهد للمؤمنين بالوفاء ويشهد على الكافرين بالجحود .
وقال عنه -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-:"إن الحجر الأسود ياقوتة من يواقيت الجنة وإنه يبعث يوم القيامة له عينان ولسان ينطق به ويشهد لكل من استلمه بحق وصدق"
وقال -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-:"نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا ابن آدم".
وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.